التكوين المهني الطريق الأقصر نحو سوق العمل

تستقطب معاهد التكوين المهني العدد الأكبر من الراغبين في ولوج سوق العمل بعد تكوين قصير مركز، يعتمد بشكل خاص على الممارسة التطبيقية المهنية، إلى جانب المعارف النظرية المرتبطة بمجال التكوين.؛

وتنقسم الشهادات الممنوحة حسب مستويات التكوين الثلاثة، يتعلق الأمر بمستوى التأهيل الموجه إلى المتوقفين عن الدراسة عند السنة الثالثة إعدادي، ومستوى التقني للطلبة المتوفرين على مستوى الباكالوريا، ومستوى التقني المتخصص، مخصص لحاملي شهادة الباكالوريا، إذ وبعد سنتين من الدراسة في معاهد التكوين المهني على الأكثر، يحصل المتدرب على دبلوم يؤهله لولوج سوق العمل.؛

ويقترح مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل تكوينات في عشرين مجالا مختلفا، يتعلق الأمر بالعمل الاجتماعي والتسيير والتجارة، ومهن صناعة الطائرات، والصناعات الغذائية وفنون الغرافيك والصناعات التقليدية وفنون السمعي البصري والسينما ومهن البناء والأشغال العمومية، والصلب والجلديات والتصميم والصناعة الميكانيكية، وأنظمة التبريد والهندسة الكهربائية وترحيل الخدمات «أوفشورينغ»، وصناعة السيارات وصناعة البلاستيك والنسيج والألبسة والسياحة والفنادق والنقل واللوجستيك.؛

وبعد أن كانت الاختصاصات التقليدية المرتبطة بالمهن الفلاحية والصناعة التقليدية، بالنسبة إلى مستوى التأهيل، وتلك المرتبطة بمهن الحاسوب والمحاسبة وتسيير الشركات بالنسبة إلى مستويي التقني والتقني المتخصص، هي الأكثر انتشارا وطلبا في سوق الشغل، ظهرت في السنوات الأخيرة معاهد تقدم تكوينا في اختصاصات تواكب الاستراتيجيات القطاعية، مثل معهد مهن الطيران بالنواصر ومركز التكوين في مهن السيارات بطنجة.؛

وفي هذا الإطار، يتضمن مخطط الإقلاع الهادف إلى النهوض بالقطاع الصناعي، تكوين 220 ألف شخص في مجال القطاعات الواردة في المخطط، خصوصا في ما يتعلق بالمهن العالمية الحديثة في المغرب، من بينها صناعة السيارات والأوفشورينغ بشكل خاص التي يهدف المخطط إلى تكوين 70 ألف شخص في مهنها في أفق 2015، وأيضا قطاعات الطائرات والإلكترونيات والصناعات الغذائية.؛

ويشمل التكوين مجالات التقنية والهندسة والتسيير والتدبير ومتابعة العمليات، إذ ينص البرنامج على تكوين 59 ألفا و400 تقني و 15 ألفا و800 مهندس، و3 آلاف و800 مسير، إلى جانب 141 ألفا من باقي التكوينات.؛

وتم لأجل ذلك إدماج عدد من المدارس والمعاهد الموجودة حاليا في برنامج التكوين، إلى جانب مدارس ومؤسسات أخرى للتكوين يعتزم تشييدها، منها بشراكات مع مؤسسات أجنبية، فرنسية منها بشكل خاص.؛

وبالإضافة إلى معاهد التكوين المهني العمومية، تتوفر أزيد من 300 مؤسسة على اعتماد مؤسسة التكوين المهني الخاص، إذ تستقبل سنويا ما يفوق 300 ألف متدرب من الشباب الراغبين في تلقي تكوين مهني في اختصاصات معينة تخول لهم ولوج سوق الشغل، كما أصبحت تتلقى مساهمة من الدولة في مصاريف التكوين.؛

وانخرطت وزارة التشغيل والتكوين المهني في مهمة تأهيل العاملين للاستجابة لمتطلبات العمل في المؤسسات الخاصة عن طريق تدابير، تدخل في إطار مخطط للنهوض بالتكوين المهني في المغرب، من أجل تنمية وإنعاش التكوين أثناء العمل لفائدة المقاولات، عن طريق خلق مجموعات بين المهن لدعم الاستشارة وإبرام العقود الخاصة بالتكوين، ووضع آلية المساعدة المباشرة من أجل التكوين، وتأهيل المتدخلين في مجال الاستشارة والتكوين أثناء العمل.؛

ص . ن - الصباح